العميد الحسن أبكر.. رجل الدولة والقبيلة
بقلم/ علي ناجي قرصان
نشر منذ: 6 سنوات و 5 أشهر و 18 يوماً
الإثنين 09 أكتوبر-تشرين الأول 2017 04:59 م


يحاول عدد كبير من الصحفيين والناشطين والإعلاميين اليمنيين، اليوم، أن يستجمعون بعض صور ومواقف النضال الأسطوري للشيخ العميد/الحسن أبكر أحد أبرز قيادات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف خصوصا، واليمن بشكل عام، كمبادرة منهم لتقديم بعض الوفاء لهذا القائد المغوار الذي سطر ويسطر أنصع صور النضال والكفاح والتضحية والفداء في سبيل ووطنه ومجتمعه ومحافظته.

الشيخ حسن أبكر قائدا عسكريا في الجيش اليمني، وشخصية إجتماعية ووطنية كبيرة، تحظى بحب وإحترام الملايين من اليمنيين، معروف بالوسطية والإعتدال فكريا ودينيا، يحترم النظام والقانون وسيادة السلطات الرسمية للبلد، يؤمن بالدولة المدنية الحديثة ويسعى طوال حياته لإيجادها، يؤمن بالعمل السلمي والنهج الديمقراطي في الحياة السياسية وتداول السلطة، حارب الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية ووقف صدا منيعا أمام محاولات إنتشارها في المناطق التي كانت خارج النفوذ المباشر للسطات العسكرية والأمنية للدولة، ويكفي أن نعرف أنه قاد حملة شعبية لمنع تواجد مجاميع ومعسكرات تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظته -الجوف-، كما قاد مقاومة شعبية شرسة ضد محاولات جماعة الحوثي الإرهابية المسلحة التي كانت تحاول السيطرة على محافظة الجوف، وتعرض، شخصيا، لإرهاب ممنهج من قبلها، حيث تم تهجيره من منطقته وتفجير منزله.

قبل عام تقريبا، وقع الشيخ القبلي، والضابط الكبير في الجيش اليمني العميد حسن أبكر ضحية تقارير كيدية ومعلومات مظللة تقف ورائها جهات حاقدة على هذا الزعيم الشعبي الذي يحظى بحب وإحترام الملايين من اليمنيين، على إثرها تم إدراج أسمه ضمن القائمة السوداء للداعمين للإرهاب بقرار من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.

ذلك القرار الذي فاجأ الملايين من اليمنيين، وأثار سخط عارم، وردود فعل غاضبة لدى الشارع اليمني الذي رفض، بشدة، تلك الإتهامات وأبدى تضامنا منقطع النظير مع الشيخ حسن أبكر، ووصف اليمنيين قرار الخزانة ذلك ب''الكيدي''، و''المسيس''، وطالب كثير من الناشطين، والمثقفين، والقوى السياسية والمدنية، طالبوا الإدارة الأمريكية بالعدول عن ذلك القرار المجحف الذي أستهدف إحدى الشخصيات الإعتبارية اليمنية المعروفة بالإعتدال والوسطية، ورفض النهج المتطرف والجماعات المتشددة، والتي تحظى بإحترام وتقدير شريحة واسعة اليمنيين، وقد أنعكس ذلك بوضوح في حملات التضامن، معه، التي أعقبت صدور قرار الخزانة، بل وتعدت التضامن إلى إستعداد البعض للدفاع قضائيا عنه في المحاكم الأمريكية، لا سيما من قبل مواطنين أمريكيين، من أصول يمنية.

على الرغم من ذلك بقي الشيخ الحسن أبكر وسيبقى رمزا للوسطية والإعتدال، ورمزا للنضال والتضحية ضد الجماعات المتطرفة والخارجة عن النظام والقانون، ولم ولن يثنيه ذلك القرار المفضوح عن مواصلة النضال والإستبسال ضد تلك الجماعات التي لا تؤمن بمفهوم الدولة الوطنية وتعمل خارج سياقاتها كضابط رفيع المستوى في جيش الجمهورية اليمنية.

سيخلد التأريخ للشيخ الحسن أبكر مواقف خالدة بأحرف من نور في أنصع صفحاته وستتذكرها الأجيال بإشادة وإكبار، مواقف قلما تجد لها نظير إلا في تأريخ أولئك العظماء النوابغ، من القادة والزعماء الذين عاشوا حياتهم لأوطانهم ومجتمعاتهم فكأفأهم التأريخ بأن خلد أسماؤهم ومواقفهم إلى الأبد، يعيشون في وجدان وضمير وقلوب الأجيال على تعاقبها، مواقف من التضحية، والشجاعة، والكرم، وسمو الأخلاق، والتسامح، والعفو، ونصرة المظلوم، ومساعدة المحتاج، وإصلاح ذات البين، وهي مواقف ووقفات كثيرة، أكثر وأعظم من أن آتي عليها في هذا المقال السخيف والركيك أمام عظمة وبهاء مواقف ووقفات هذا الزعيم الأسطورة، وسأحاول أن أجمل بعضها في مقالات لاحقة.