الشيخ الحسن بن علي أبكر، أحد أبرز مشايخ محافظة الجوف، وهو رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة.
ويترأس الشيخ أبكر، أيضا، ملتقى أبناء الجوف، الذي يضم أكثر من 300 شيخ مشايخ قبائل دهم، وكان من أبرز قادة الحرب التي اندلعت أثناء الثورة بين الحوثيين وقبائل الجوف.
ويتحدث في هذا الحوار بالتفصيل عن الأوضاع الأمنية والتنموية في محافظة الجوف، بالإضافة إلى قضية الأسلحة التي سيطرت عليها القبائل عندما سقطت محافظة الجوف في أيدي الثوار، عام 2011، بالإضافة إلى الحرب التي اندلعت بين القبائل والحوثيين آنذاك.
كما يتحدث الشيخ أبكر عن حقيقة الأخبار التي تناقلتها وسائل الأعلام مؤخرا بشأن الحدود اليمنية السعودية، باعتباره أبرز مشايخ قبائل دهم المتواجدة على طول الحدود اليمنية السعودية في محافظة الجوف.
حاوره: ماجد الجرافي
* بداية حدثنا عن الأوضاع الأمنية في محافظة الجوف؟
- الجوف وضعها الأمني سيء، ولا تماثله أي محافظة أخرى في اليمن، فوضعها متردي إلى أبعد الحدود..ثارات وقتالات وفوضى وليس هناك أي دور تقوم به السلطة المحلية أو السلطة المركزية لإيجاد حلول لهذه المشاكل والفوضى الأمنية، اللهم ما تقوم به جهات معينة، كالدعاة إلى الله والرجال الصالحين والمشايخ والأعيان من الشخصيات التي تحب الخير للبلد، وهي فقط التي تقوم بجهودها الذاتية والشخصية،وأحياناً تخذلها إمكاناتها من عدم القيام ببعض الواجبات، التي هي قادرة على حلها قبل أن تستفحل، والإمكانات التي بأيدي هؤلاء المصلحين بكل أنواعها وأشكالها تخذلهم، ولا يوجد هناك تعاون من السلطة المركزية والمحلية لإيجاد حل.
هذا جانب.. أما الجانب الثاني فهو أن عدم وجود سلطة محلية في ظل الفوضى الأمنية الموجودة، تسبب في أن يكون الجوف مرتعا لأصحاب الممنوعات.. البعض يقولون أن هناك تواجدا لتنظيم القاعدة في الجوف، وهذا غير صحيح، فالجوف لا تتواجد فيه القاعدة، قد يكون هناك بعض الأفراد الذين يعدون بالأصابع.
* لكن هناك ضربات نفذتها طائرات بدون طيار ضد عناصر تابعة للقاعدة في الجوف؟
- نعم، أنا معك.. الجوف ممر، لأن الفوضى الأمنية في الجوف تجعله ممرا لعناصر القاعدة، لكن الجوف ليست مرتعا للقاعدة، كما هو الوضع في أبين، وفي شبوة، القاعدة ليست لها أماكن في الجوف.
الجوف منطقة كبيرة، قد يجد فيها بعض عناصر القاعدة ممراً، أو يعقدون في مكان معين، وممكن يقوموا بالتدريب، أو بعمل، أو بحالة استراحة، أو الاختفاء في هذا الكهف أو في هذا الشعب فقط.
الجوف، أيضا، مرتع لأصحاب الممنوعات، في ظل الفوضى الأمنية، الكل يأتون إلى الجوف وهم آمنون، نظرا لعدم وجود الدولة نهائيا في المحافظة، يعني أي شيء يريده أي إنسان يذهب إلى الجوف ويعمله بدون أي مشكلة، لعدم وجود سلطة، والقبائل والمصلحين يحاولون أن يحلوا مشاكلهم الخاصة، ويقولون لا نتدخل في القضايا الأخرى، مثل إيقاف التطرف، وغيرها من القضايا، لأن هذه مهمة الدولة.
* ما هي أهم المشاكل الأمنية التي تعاني منها محافظة الجوف حاليا؟
- أهم المشاكل الأمنية هي الثارات القبلية الموجودة والمتناحرة بين أبناء القبائل، التي يستمر بعضها منذ عشرات السنين، حتى أهلكت الحرث والنسل، وتسببت في منع الناس من القيام بأعمالهم وواجباتهم اليومية، وكل ذلك للأسباب التي ذكرتها لك سابقا.
* ماذا عن ظاهرة انتشار السلاح، هل هي من أسباب الفوضى الأمنية في الجوف؟
- السلاح في الجوف طبيعي، الناس كلهم مسلحين، لكن حتى لو ما بش سلاح، فلو طرحت أنا سلاحي لا يمكن أن أعمل أي شيء، ولا يمكن أن يعمل بي شيء إطلاقا، فالسلاح هو جزء من شخصية الإنسان اليمني، والسلاح مليان اليمن، كما هو منتشر في الجوف.
* أقصد السلاح الثقيل، والمعسكرات التي تم الاستيلاء عليها من قبل القبائل أثناء الثورة؟
- أبناء الجوف مسلحين، لديهم أسلحة متوسطة، كالمدافع والرشاشات وغيرها، الأسلحة الثقيلة موجودة من قبل الثورة، ويستخدمها أبناء القبائل فيما بينهم من قبل الثورة.
أما الآن -إذا كانت المسألة أن السلاح هو السبب- فالسلاح بعد الثورة خفف الثارات، الآن مثلا القتال بين همدان والشولان الذي كان يؤرق أهل الجوف بشكل عام، تجد أنه بعد الثورة قد هدأ، لأن الأمن السياسي والأمن القومي كان الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، من قبل يشغلهم لإثارة المشاكل، ويوزع الذخائر والأسلحة لإثارة المشاكل.
الآن هدأت الثارات، بسبب إزالة النظام الذي هو السبب في إثارة الفتن، وكان كلما هدأت أوجد أناسا من همدان يضربوا الشولان، وإذا هدأت من قبل الشولان أوجد له أناسا من الشولان يضربوا همدان، وهكذا، "مرة يدي للهمداني، ومرة يدي للشولاني"، وإذا تاب واحد أو اثنين من هؤلاء المخربين، كان النظام السابق يعين أيادي بفلوس لإثارة الفتنة، وكلما ثارت الفتنة قامت الحرب والصراع بين القبيلتين.
* نعود إلى قضية الأسلحة.. كم هو عدد المعسكرات التي تم الاستيلاء عليها، وما هو مصير الأسلحة التي استولت عليها القبائل؟
- الأسلحة كثيرة، وبالنسبة للمعسكر والمحافظة استولوا عليها الثوار،أما في المديريات، في خب والشعف، في الجوفاء، وفي الخنجر، هذه كلها حاول الثوار والقبائل والمتعاونون معهم أنهم يخلوها أمانة عندهم إلى أن أتت الدولة، وتم تسليمها مؤخرا للأخ المحافظ الجديد، حيث تم تسليم المعسكرات من الدبابة إلى إبرة الآلي وإبرة الرشاش، حتى قطع الغيار البسيطة تم تسليمها، ما عدا ما تم استهلاكه أثناء الحرب التي اندلعت بين الثوار والحوثيين آن ذاك.
الثوار والمتعاونون معهم سلموا جميع الأسلحة التي سيطروا عليها إلى المحافظ الجديد.. استولى الحوثيون على كميات كبيرة من الأسلحة لم ترجع إلى الآن
* والأسلحة التي استولى عليها الحوثيون هل أعادوها؟
- أنا أتحدث عن الأسلحة التي كانت مع الثوار، وبالنسبة لقضية الأمن، عندما سيطر الثوار على اللواء، كانت المشكلة في أن اللواء هربوا بأنفسهم، الثوار لم يكن لهم هدف في ضرب أي أحد، وأنا تواصلت شخصيا مع مدير الأمن آن ذاك، ورفض الذهاب لتأمين المعسكر، وقلنا له الثوار ممكن يأمنوك من السرق والنهابين، فقال لا، وفي الليل تآمر معهم، وفتحوا الباب ودخل السرق والبلاطجة والسفهاء ونهبوا معسكر الأمن المركزي والأمن العام.
أنا اتهم مدير الأمن أنه مشارك في الجريمة.. أخذت المصفحات وأخذت الدبابات، واحد من الثوار أخي من أمي، اسمه يحيى هادي بخيت، أخذ واحدة من المصفحات، قال أنا أولى بها، قلنا له أنت ثائر إما أن تكون من الثوار، وتعيد هذه المصفحة إلى المعسكر، لا تسلمها للأمن لأن الأمن سينهبونها، وإلا تخرج من بيننا ونقاطعك كلنا، فسلم المصفحة وأعادها إلى المعسكر، وتم الحفاظ عليها إلى أن وصل المحافظ ومدير الأمن الجديد، تم تسليم المعسكر لها بكل أمانة.
* كم هو عدد المعسكرات التي تم الاستيلاء عليها؟
- المعسكرات الموجودة كلها، تم تسليمها كلها، ولا أحد يستطيع أن يتقول على الثوار أنهم لم يسلموها، أو أنهم أخفوا شيء.
* ماذا بشأن الحوثيين، والأسلحة التي استولوا عليها؟
- قضية الحوثيين وما سرق من الأمن المركزي، هذا إلى الآن لم يرجع، لكن قضية إرجاع ما كان بأيدي المواطنين وما تم شراؤه من أيدي "النهابة والفيادة"، هذا يمكن أن يستعاد بمال،لأن هناك ناس باعوا أسلحة، وهم ليسوا من الثوار ولا هم من الحوثيين، ولكن "نهابة" دخلوا قلعوا حتى الأبواب والبلاط، هذه بعضها يمكن أن تستعاد، ومن ضمنها دبابة أخذت، ويمكن أن تستعاد.
* كم هو حجم السلاح الذي استولى عليه الحوثيون؟
- الحوثيون لديهم معسكرات، سيطروا على مواقع، سيطروا على "مطمة"، وهو مركز عسكري فيه عتاد وعدة عسكرية، سيطروا على الصفراء، وفيها عتاد وقوة عسكرية، وسيطروا على بعض المناطق في خراب البراشي، وعلى بعض المراكز الحكومية.
الأسلحة التي اشتراها المواطنون من أيدي النهابة يمكن أن تستعاد بمال، وجميع الممتلكات التي سيطروا عليها، سواء كانت مركز مدني أو مركز عسكري، لا زالوا مسيطرين عليها حتى الآن، ولم يسلموا منها أي شيء أبدا إلى هذه اللحظة.
* كمية السلاح الذي سيطروا عليه هل هي كبيرة؟
- كبير جدا، سيطروا على مواقع عسكرية كثيرة، بالإضافة إلى مراكز مدنية مهمة، وفيها ممتلكات عامة، ولم يسلموها إلى هذه اللحظة.
* أثيرت مؤخرا قضية الجدار العازل بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وتضرر بعض القبائل اليمنية في الجوف من هذا الجدار؟
- قضية المتضررين، نحن جزء من الدولة إذا كانت الدولة متضررة فهي تتفاهم مع الحكومة السعودية، وإذا كانت الدولة متضررة فنحن متضررون، وبالنسبة للقبائل التي لها أواصر قربى مع القبائل في السعودية، فهذا يأتي عبر الطرق المشروعة، وهناك منافذ يمكن أن يدخلوا عبرها بطرق مشروعة.
أبناء القبائل الحدودية يعانون من دخول مواشيهم إلى الأراضي السعودية، وتلفق عليهم التهم إذا دخلوا بحثا عنها
القبائل على الحدود بشكل عام لا أحد منهم يستطيع أن يقول أنه متضرر، أما الأراضي الزراعية والرعي "كل يحد حده"، وعندنا ما يكفينا من أراضينا وزيادة علينا، وعندما تدخل أحيانا الإبل والمواشي حقنا، إلى الأراضي السعودية صعب أني ادخل أخرجها، أنا بالنسبة لي أفضل أن تبقى مواشينا عندنا من دخولها الأراضي السعودية، لأن القبائل يعانون أشد المعاناة من دخول مواشيهم إلى السعودية، فعندما يغفل أحد طرفة عين وتدخل المواشي حقه إلى السعودية لا يستطيع تجاوز الحدود السعودية لأنه سيلاقي مصير مجهول مع الحرس الحدودي السعودي، سيحبس سيعذب سيقال أنه مهرب، يعني ستلفق عليه اتهامات قد لا تكون عنده، ويصبح في موضع اتهام، ويأتيه من الضرر أكثر من قيمة الماشية التي كان يلحق بها، حتى قد يقولوا أنه هو الذي دفع الماشية للدخول كي يدخل بعدها، كذريعة للتسلل إلى السعودية لعمل أي شيء، وقد يعرض نفسه للخطر.
القبائل على الحدود يتضررون من دخول مواشيهم إلى الأراضي السعودية، أو يأتي عبر الطرق الرسمية، ويقول أنا دخلت ناقتي الفلانية وبالطرق الرسمية، يا الله يدخل ويسمح له بالدخول، أو يكلموا له قريب أو نسب يبحثوا عنها، ولا يسمح بخروجها إلا بطرق مشروعة، يعني مشكلة شائكة هذه القضية، وبالنسبة للقبيلي ما يتضرر من السور، الذي يتضرر هم مهربي المخدرات والمتفجرات وتجار السلاح هم الذين يتضررون.
* من وجهة نظرك.. من هي الجهة التي تقف وراء محاولة إثارة قضية الحدود اليمنية السعودية؟
- يا أخي مشكلة الحدود أثيرت في الأعلام اليمني، ولا أدري ما هي المشكلة، المشكلة أنا ذكرتها في قناة يمن شباب، وتحدثت في القناة أنه ليس هناك شيء، فالسعودية لم تعتدي، ونحن على الحدود، لكن المشكلة أن إيران وعملاءها وأياديها الموجودة في البلد تريد أن تحدث بلبلة على الحدود، لكي تثير الناس والقبائل، بأن بلادكم محتلة وأرضكم دخل فيها السعوديون، هناك حدود واتفاقيات، وأنا همي على حدودي وعلى أرضي أكثر من همك هنا في صنعاء، وأكثر من هم رئيس الوزراء والقادة، كأني أنا أفضل إنسان وطني، وأنا الوطني الوحيد والرئيس ورئيس الوزراء والمحافظين ليسوا وطنيين، يعني خلاص الوطنية ما هي إلا عندي أنا لوحدي.
هناك من يريد أن يستفز الناس وتعمل مشاكل على الحدود، رغم أن السعودي في مكانه على حدوده،ونحن في مكاننا وعلى حدودنا، وبيننا احترام متبادل، ما رأينا شيء يثير القلق.
هناك ناس لهم أغراض من وراء هذا، ومنها أن تدعوهم السعودية، وتطلب منهم ألا يسببوا لها مشاكل، حتى ترضخ السعودية بين أيديهم.
أبناء القبائل الحدودية ليسوا متضررين من السور الذي تبنيه السعودية والمتضررون هم مهربو المخدرات وتجار السلاح
* هل تعتقد أن هناك أموالا إيرانية وراء إثارة هذه القضية؟
- نعم هناك أموال إيرانية، وقد تكون هناك أيضا أموال أخرى لها أغراض ومماحكات مع السعودية تريد أن تعمل شيء على الحدود،كي تقلق السعودية، نحن ما عندنا أي مشكلة مع السعودية.
* ماذا عن الأموال السعودية التي تدفع للمشايخ؟
- يا أخي السعودية تعطي المشايخ من زمان، وتعطي رئيس الجمهورية نفسه، السعودية تكرم أهل الحدود، وتكرم العشائر في العراق، وتكرم العشائر المجاورة لها في الأردن، وتكرم العشائر في اليمن بشكل عام، وتعطي اليمن بشكل عام، السعودية واضحة، وعمرها ما قالت لواحد خرب، أنا ليس معي معاش من السعودية، وكان من المفروض أن أنتقد من السعودية كي تعطيني مرتب، والمفروض أني أتكلم وأسوي كلام من هذا القبيل، على أساس السعودية تستدعيني، وتقول تعال نجيب لك مرتب مثل هؤلاء الناس والشخصيات على أساس سلمنا أذاك، أنا أقولها بصراحة، ما معي مرتب من السعودية ولا عندي شيء منها، السعودية داعمة ومن الدول المانحة لليمن دائماً، وهناك مجلس تنسيق يمني سعودي للمشاريع في اليمن، عملت لنا المشاريع وتقدم لنا خدمات، من يوم عرفنا السعودية إلى هذه اللحظة وهي تقدم لنا مشاريع، آخرها في لقاء الرئيس في مكة والمانحين تبرعوا بـ6 مليار دولار، أدخلوا منها ما ادخلوا إلى البنك المركزي بصورة عاجلة والباقي يأتي تباعاً، أين إيران هذه الذي حتى نقول أنها دولة صديقة أو حبيبة أو شقيقة مثلاً، على الأقل تخرب في جانب، وتصلح في جانب آخر، ما شفنا شيء إلا التخريب تعطي للحوثيين يحاربونا ويقتلونا، وجابت للمغرضين لعمل المشاكل فيما بيننا، ما عندنا شيء من إيران وصل إلينا نرى فيه خير.
* هل تعتقد أن للحوثيين مصلحة في الترويج للأخبار المتعلقة بمشاكل الحدود مع السعودية؟
- السعوديون للأسف، وأعلم أنني سأنتقد في هذه الكلمة، وأقولها بصراحة، السعوديون مع الأسف ابتزهم علي عبد الله صالح باسم الحوثيين، وابتزهم باسم القاعدة، وابتز حتى الأمريكان، والآن الحوثيون يريدون أن يبتزوا السعودية، على أساس يتفاوضوا مع السعودية، الحوثيون يريدون ابتزاز السعودية من وراء هذه الحملة، يعني لديهم أهداف من السعودية يريدون تحقيقها الآن.
* هل الحوثيون هم من يؤمنون الحدود اليمنية السعودية في محافظة صعدة؟
- المحافظة بأيدهم، لكن هم لا زالوا واقفين على الحدود، وهم قريبون من السيطرة التامة الحدود اليمنية السعودية في صعدة.
* وفي الجوف؟
- الجوف لا، ليس لدينا حدود، نحن نطالب السعودية الآن بفتح منفذ حدودي.
* الذي يحمي الحدود اليمنية السعودية في الجوف حاليا؟
- لا توجد حماية، القبائل كل منها قائم على بلاده وأرضه، وعلى امتداد الحدود أبناء محافظة الجوف من قبيلة "دهم" هم من يحمون الحدود.
* تداولت بعض وسائل الإعلام مؤخرا، أنباء عن وجود مخزون نفطي كبير في الجوف، ما هو تعليقك على ذلك؟
- المخزون النفطي الكبير موجود في الجوف، وهذه التقارير هي من عام 1980، علي عبد الله صالح وجه الشركات بإنهاء الاستكشافات النفطية والغازية في الجوف، وكلها جمدت حينها، اكتفى بمأرب، لأن الجوف قوي ويتحاج إلى أنزال ألوية، وهو يريد أصلا أن يبقى الجوف في هذه الحالة، وكما يبدو أيضا هناك قضية سياسية، لا أستطيع أن أتحدث عنها، فهو أجل الاستكشافات النفطية في الجوف إلى أجل غير مسمى، وآن ذاك كانت الحدود لم ترسم مع السعودية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أن الناحية الأمنية كانت مفقودة بشكل كبير في الجوف، وفي مأرب أيضا، فرأى (علي عبد الله صالح) أن يكتفي بمأرب، وكما قال أحد الأخوة "لعل الله يجعلها بركة، أن يبقى المخزون النفطي في الجوف، كي يستفيد منه الثوار إن شاء الله"، هناك مخزون نفطي كبير في الجوف، وثروات كالذهب، والجبس، هناك ثروات كثيرة.
نحن كنا نتمنى من السعودية أن تستثنيا من نظام العمالة، ونحن نعيب على السعودية في هذا الجانب.
* هل تعتقد أن هناك علاقة بين الحديث عن أزمة بين الحكومتين اليمنية والسعودية حول حفر المملكة للتنقيب عن النفط في أراضي يمنية على الحدود؟
- ليس هناك أي حفريات المفترض انكم ما تصدقوش هذا الكلام فالسعوديين ليسوا مجانين يتجاوزون الحدود المرسومة بحسب الاتفاق عشان يحفروا، أما بالنسبة للأزمة حول العمالة فلا توجد علاقة بين الموضوعين، بالنسبة للسعودية قرارها كان على العمالة بشكل عام، اليمني والعربي والمسلم والكافر، لكن أنا بالنسبة لي، الذي ألمسه أن كل الشعب اليمني مستاء من السياسة السعودية،نحن نختلف، نحن لسنا سواء مع البنغالي ولا مع الفلبيني، نحن جيران السعودية، ونحن من ضحينا بأموالنا ودمائنا في السعودية، مات رجال من اليمنيين وهم يبنون في السعودية، بنوا بنية قوية في السعودية،المفروض أن تكون لليمنيين حالة استثنائية.
إيران وأياديها في البلاد يريدون أن يحدثوا بلبلة على الحدود اليمنية السعودية وإثارة القبائل ضد السعودية
* هل تعتقد أن الإجراءات السعودية الأخيرة ستزيد من حالة الكراهية ضد السعودية؟
- نعم، بدون شك، الشعب اليمني مستاء، وهو يكن للملكة حباً وتقديراً، وخروجهم أو التشديد عليهم يضيق حالتهم المعيشية، وهذا يولد الكراهية، والأخطر من ذلك، أن الحكومة السعودية هي من تزج بالشعب اليمني أن يرتموا في أحضان الإيرانيين، وأحضان أي إنسان يكره السعودية سواء كان عربي أو أجنبي، كل إنسان يريد أن ينتقم من السعودية، السعودية ترمي بهؤلاء في أحضانهم، كي يستغلوهم ويكرموهم ويعطوهم.
* هل تعتقد أن الحوثيين استثمروا هذه الاجراءات لتأليب الشارع اليمني ضد السعودية؟
- نعم، وهذا هو ما استثمره الحوثيون والإيرانيين بشكل عام في قضية الحدود، وإثارة هذه القلقلة والفتنة، مستغلين هذا الأمر، فأنا أوجه النداء مرة أخرى وأخرى وأكرر هذا النداء إلى الملك وولي عهده والأسرة الحاكمة، فهم كما عهدناهم كرماء ونتمنى أن يبقى هذا الكرم كما هو لشعبنا.
* كنت واحدا من القيادات التي وقفت ضد الحوثيين في الجوف، نريد منك نبذة عن طبيعة هذا الصراع؟
- أنا واحد من الثوار، ولست من القادة، قمنا بثورة شاركت فيها القبائل والأحزاب والمستقلين، وشاركت معنا بعض الفئات الأخرى ضد النظام السابق، وكانت فرصتنا الوحيدة عندما ثار الشعب ضد النظام، أن نثور في الجوف، وكل الشرفاء في الجوف دخلوا ساحة التغيير.
السعودية تكرم أهل الحدود، وأبناء دهم هم من يحمون الحدود اليمنية السعودية في محافظة الجوف. الحوثي عندما سيطر الثوار على المحافظة، تلقى توجيها من علي عبد الله صالح، أن المحافظة محافظتك، ودخل في صراع ليس مع حزب ولا مع قبيلة، ولكن مع كل أبناء محافظة الجوف، بمختلف مذاهبهم وانتماءاتهم، فيهم الزيدي وفيهم الشافعي وفيهم الحنبلي والإصلاحي والمؤتمري، مثلا عندنا رجل يدعى جميل محمد بن سعد، هذا مؤتمري وزيدي، عضو في المؤتمر وزيدي، وعندما جاءت التوجيهات من المؤتمر صريحة أن يقاتل كل أعضاء المؤتمر مع الحوثي، ومن لا يقاتل معه على الأقل يناصره بأي وسيلة، وبأي شكل من أشكال المناصرة، انقسم حينها المؤتمريون إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول مع الحوثي وقاتل، وهذا قبل التوجيهات مباشرة، وقسم آخر اختفى وظل يناصر بهدوء وهو كاره خوفا على مصالحه، وكان يظهر لنا وجه ولهم وجه، والقسم الثالث رفض التوجيهات تماماً، وقال نحن قاتلنا الحوثيين في المؤتمر من قبل، واليوم تضحكوا علينا أن نقاتل مع الحوثي،إذن نحن ما كنا نقاتلهم من أجل العقيدة، هناك شيء، ومنهم من رفض التوجيه، وجلس في بيته، وهناك من وقف وقاتل معنا.
* كم هي تكلفة هذه الحرب، وكم هو عدد الضحايا الذين سقطوا فيها؟
- التكلفة كبيرة جداً، لكن جاؤوا الثوار وسيطروا على المعسكرات، فكان من الناحية العسكرية والعتاد العسكري، كانت القوة العسكرية موجودة ونستفيد منها، وكانت عامل مساعد جداً، أما من ناحية الإمكانات المادية، فقد تعبنا جداً وخسرنا وتحملنا ديون كثيرة، كل واحد من الثوار بذل جهده في كل الاتجاهات، والحمد لله حصلنا ما يسد حاجتنا ولو بأقل القليل، والحمد لله انتصرنا بفضل الله.
أما بالنسبة للضحايا فقد قدمنا 86 شهيداو180 جريحا من بداية الثورة حتى وقفت الحرب، وجاءت بعدها تبعات، حيث قتل 1 ثم قتل 2، ثم قتل 2 رجل وامرأة، ووصل عدد الضحايا إلى 91 شهيدا فيما بعد، إضافة إلى 6 جرحى أو سبعة.
* كيف تم تأمين العلاج للجرحى؟
- نحن نعالج أكثر الجرحى بأنفسنا وانتزعنا وبقوة أن يتم إدراجهم ضمن جرحى الثورة، لكن لا زال هناك تعثر كبير جدا، وندعو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وحكومة الوفاق أن تنظر إلينا باعتبارنا ثوار، لأننا ما قوتلنا ولا سفكت دماؤنا مع الحوثيين، إلا لأننا ثورة، والنظام السابق هو من ألب الحوثيين، وكان بعض الناس يقولون الحوثي ثائر وأنتم ثائرين، الحوثي كان يأخذ توجيهاته من النظام السابق، ولهذا الحوثي الآن معه، وقد اتضحت الرؤية الآن للجميع، حتى أن إخواننا في قيادة التجمع اليمني للإصلاح وعلى رأسهم الأستاذ عبد الوهاب الآنسي، اتصل بي شخصياً وقال:"أنتم وأنتم.." كان يتكلم فينا، قلت له أنا لا أقاتل الحوثيين باسم الإصلاح، أنا واحد من الثوار إذا تخلوا الثوار تخليت، وأنا واحد منهم، أعدك أني ما أتخلى عن إخواني الثوار بشكل عام الذين هم من كل أطياف المجتمع الجوفي.
السعودية تزج بأبناء الشعب اليمني في أحضان الإيرانيين، والحوثيون استثمروا الإجراءات الأخيرة ضد العمالة اليمنية في قضية الحدود.
* يعني كان الإصلاح في المركز معارضا لحربكم ضد الحوثيين؟
- نعم كان معارضا في حينها، لكن الآن قالوا والله كنا نتوقع أن الحوثيين من الثوار، وما عرفنا إلا الآن، أن الحوثي له أهداف أخرى ليست ثورية.
* أنت رئيس مجلس الشورى لحزب الإصلاح في محافظة الجوف؟
- نعم، لكن لست المتحدث باسم الإصلاح، الإصلاح يتحدث باسمه رئيس المكتب التنفيذي بالمحافظة عبد الحميد محمد عامر.
* يعني كان حزب الإصلاح في الجوف يحارب الحوثيين رغم معارضة إصلاح المركز لهذه الحرب؟
- لا، لم يكن الإصلاح يحارب الحوثيين، ولا الإصلاحيين، ولكن القبائل والثوار، لأني عندما أقول أن الإصلاحيين حاربوا فأنا أستبعد بقية القوات، وكأنني أنا الموجود وغيري لم يشارك.
* إذن شاركتم في الحرب، رغم معارضة التنظيم المركزي للإصلاح في صنعاء؟
- نحن شاركنا، في ظل معارضة التنظيم المركزي في صنعاء، وقيادتنا وجهتنا وقالت لنا لا تحاربوا، قلنا نحن بالنسبة لنا كإصلاحيين لا نحارب، نحن قبائل، أنا لم أذهب باسمي كرئيس لهيئة مجلس الشورى المحلية للإصلاح، أنا جلست ما قاتلت، منعوني إخواني من القتال، لكن أولادي قاتلوا، لأنهم جزء من القبائل.
* يعني خالفتم توجيهات التنظيم المركزي في صنعاء؟
- يا أخي أنا ما خالفت، أنا قلت أني ضمن قبائل، قالوا "أنت وأنت"، فقلت هل أترك قبيلتي، أنا الآن عندي الشيخ عسكر عوفان، قبيلته وهو شيخ القبيلة، وهو من قادة الإصلاح، وعضو هيئة الشورى المحلية في الإصلاح، اعتدى الحوثي على قبيلته، هل أنا أعطيه توجيه، وأقول له لا تحارب، لكن أقول له أنت لا تحارب باسم الإصلاح أنت ممنوع، لكن باسم القبيلة اتفضل دافع عن عرضك وأرضك وقبائلك، الإصلاح منعنا كتنظيم، لكن أدافع عن أرضي وعرضي ومع إخواني الثوار، الإصلاح لا يستطيع أن يجبرني أن أتخلى عن أخواني.
شاركنا في الحرب ضد الحوثيين كقبائل وليس كإصلاحيين والتنظيم المركزي في صنعاء كان رافضا لمشاركتنا في الحرب
* لكن أنت قلت أن الآنسي اتصل بك وهو مستاء منك؟
- مستاء يقول بطلوا الحرب، قلت لك كان يتوقع أن الحرب أنا الذي أقيمها وأقعدها، أنا لست قائدا أنا فرد عادي، أقاتل، وفي الأخير منعوني إخواني حتى من القتال، فخليت أولادي يقاتلوا مع إخوانهم ومع زملائهم في الثورة.
الأستاذ عبد الوهاب الآنسي اقتنع أني لا أحارب كإصلاح، هو تكلم مع الحوثيين، وقالوا أنتم يا إصلاحيين تقاتلونا، فاتصل بي، لأنهم أعطوه معلومات خاطئة، إلى أن اتضحت له الرؤية، حتى أنا شخصيا قلت له أنا ممسوك من القتال رغم أنه من حقي أقاتل.
* هذا يعني أن التنظيم المركزي للإصلاح لم يكن مستوعبا للوضع في الجوف؟
- نعم ليس مستوعبا، واتضحت له الرؤية فيما بعد أننا لا نحارب كإصلاح، أنا أحارب مع أخي دفاعا عن أرضي وعرضي ووطني، ضد اعتداءات الحوثيين على الناس بشكل عام، الحوثي جاء وهجم على البيوت والعوائل والأسر، أنا قلت له أنا أدافع عن بيتي، ماذا أفعل أسلم له بيتي؟، عبد الوهاب الآنسي أدرك، أنا الآن تريدني يا أستاذ عبد الوهاب أن أوقف وأسلم له بيتي الآن هو متقدم على بيتي وعلى إخواني في المعسكر، قال أنا ما أقولك لا تدافع عن نفسك، قلت له أنا كإصلاح ممنوع أنا أدافع عن أرضي بدون إصلاح.
* لماذا لم يتخذ الإصلاح كحزب أي موقف إزاء هذه الاعتداءات التي قام بها الحوثي في الجوف؟
- الإصلاح اتخذ مواقف ضمن اللقاء المشترك هناك وساطات كثيرة لإنهاء الصراع، وكان له دور إيجابي في هذا الجانب، هناك وفد المشترك أرسل إلى صعدة وإلينا، وحاولوا عدة مرات، تبنى الحل وطلبونا إلى صنعاء, وهم من تبنى الحل.
* هل أنهت تلك الوساطات الصراع بشكل نهائي؟
- أنهت الصراع في حينه على شروط لم ينفذ منها شيء، وبقينا كل طرف في مكانه، ولم يبق من الهدنة شيء، الحوثيون خرقوا الهدنة وخرقوا كل شيء ولا يلتزمون بالاتفاقات ولا بأي شيء أبداً، لكن لازلنا نصبر عليهم واعتداءاتهم الموجودة في برط وفي بعض الأماكن لا زالت موجودة إلى هذه اللحظة، ولازلنا نحن ضابطين أنفسنا ولا نريد أن ندخل البلد في صراع، ونرجوا من الحوثي أن يحترم نفسه ويبطل الاعتداءات المتكررة والقتل، كما حدث في برط، قتل اثنين من إخواننا على "متر"، بسبب أنهم فاتحين شريط أناشيد.. قتلهم بدم بارد.
* هل لا زال الحوثي يسيطر على أي مواقع في الجوف؟
- الحوثي بشكل عام هو حاله حال أي حزب متواجد، يكبر في منطقة ويصغر في أخرى، لكن ليس مسيطر، سيطرته الكبيرة في الزاهر، لكنها ليست سيطرة كاملة، يعني يمكن نقول أن له ثقل كبير، أنا الآن كإصلاح متواجد في هذه المديرية بنسبة 70% وفي مديرية ثانية 90% يعني تجد هناك تفاوت، وهو تواجده مثل تواجد أي حزب من الأحزاب، مثل تواجد الإصلاح مثل تواجد المؤتمر مثل تواجد الاشتراكي، يعني كل واحد له تواجده، لكن الحوثي ليس له تواجد إلا بالقوة، لذلك هو ضعيف لأن دعوته ضعيفة، وليس له دعوة تمكنه من أن يرتقي بمستواه الشعبي إلى أعلى المستويات، هو يستخدم لغة التهديد، يريدون أن يكسبوا الناس بالقوة.
* نعود إلى أوضاع المحافظة، هل لمستم تحسنا في أوضاع المحافظة في ظل المحافظ الجديد؟
- المحافظ قدم خطته إلى الجهات ذات العلاقة في الحكومة المركزية في صنعاء وتابعها، ولم يتحقق شيء على يديه حتى الآن، نحن نريد أن نعطيه فرصة، هو محافظ جيد ونشط إلى الآن، لكن لا نستطيع أن نعطيه التقييم اللازم إلا بعد سنتين تقريباً، كي نرى هل بدأت الأوضاع تتحسن. المحافظ يعاني صعوبات أيضا من صنعاء، وهو طارح ثقله فوقهم في صنعاء، ولا زال يحاول أن يوجد شيء، ونحن لا نستطيع أن نقول شيء ونستبق الأحداث، ننتظر إن شاء الله أن تتحقق في الأيام القريبة الكهرباء، قد وقع اتفاقية وصلت إلى رئاسة الوزراء وأعتقد أنها وافقت على إيجاد مولدات كخطة عاجلة لإخراج الجوف من الظلام، يعني نتمنى أن تتحقق هذه، لكن تحتاج إلى وقت وصبر.
الجوف تعتبر ممر للقاعدة ولمهربي الممنوعات.. لكنها لا تشكل محضنا لتواجد دائم لعناصر القاعدة
* غير الكهرباء، ما هي أبرز الاحتياجات التنموية الملحة في محافظة الجوف؟
- قبل الاحتياجات التنموية، نحن نريد الاحتياجات الأمنية، نحن نريد ألوية تنزل للجوف، كي نبدأ في التنمية، وتتوقف الثارات، لأننا لو قمنا بالتنمية وقامت القبائل تتقاتل، نريد دولة تفرض الأمن والاستقرار، الأمن والاستقرار أهم شيء، نريد إنزال ألوية وأمن مركزي، وكثير من الوحدات العسكرية، كي يضبطوا الأمن والاستقرار.
أما الجوف فهي أرض خصبة، نحن بحاجة إلى كل ما تحتاجه الأرض الخصبة من إمكانات من القروض ومن المعدات الزراعية، نحن بحاجة إلى قروض ميسرة لبناء المحافظة، وليس قروض ربوية، قروض تعود بالفائدة للإنسان، ونحن بحاجة إلى استثمار، ومشاريع الطرقات، ويحتاج هذا كله لأمن، نحن نريد أيضاً الصحة، الصحة مفقودة عندنا، الآن بدأت كل الوزارات تشتغل، والوزارة التي لمسنا أنها تشتغل على الأرض وزارة التربية والتعليم، بقيادة الوزير الأشول ومدير التربية في الجوف جيد ورجل عملي ويشتغل بصدق وأمانة، نحن بحاجة إلى كل شيء في الجوف من الصفر.
* أسستم في 2008 ملتقى أبناء الجوف، نريد نبذه عن أهم أهداف الملتقى وأنشطته؟
- يا أخي الكريم الملتقى قام ونشأ عندما كان النظام السابق مسيطر على كل شيء ورأينا أنه لم يتقدم أي خطوة إلى الأمام من الناحية التنموية والأمنية وغيرها، ورأينا أيضاً أن الأحزاب إذا قام حزب بتبنى أي مواقف يقولون هذا حزبي، وبدأ يشوش على بعض الناس أن المسألة مسألة حزبية، فقررنا مع مجموعة من الخيرين في المحافظة أن ننشئ ملتقى يضم كل الفئات والأطياف السياسية، ملتقى أبناء محافظة الجوف تكتل قبلي للمطالبة بحقوق المحافظة، يكون له دور ضاغط على النظام، كي نسهل على الناس انه ليس حزبا يطالب، هذا ملتقى الجوف كلها.
وكان للملتقى دور إيجابي في تجميع الناس في المطالبة بإصلاح ذات البين، والضغط على الحكومة في بعض القضايا، وإنجاح بعض المشاريع وإيجادها في المحافظة، مثل المشاريع التعليمية وإنشاء مشاريع صحية في بعض المديريات، والتوعية في صفوف المجتمع، وكان له دور في التعبئة من أجل الثورة، وكان من ضمن الثائرين، ولا زال الملتقى إلى الآن، وكان هو ضاغط أيضاً على الحكومة، وكان السبب في إنزال المحافظ الجديد, وكان الملتقى هو الفاعل الأساسي والرئيسي في إنزال المحافظ وإنزال قائد المحور والمنطقة ومدير الأمن، يعني بدؤوا يتحركوا ولا زال الملتقى ضاغط إلى هذه اللحظة وهذه الضغوطات من الأعمال التي يقوم بها الملتقى، ونتمنى أن يتوسع هذا الملتقى ونحن عملنا في ملتقى مع أبناء محافظة مارب وسميناه مجلس تنسيق ملتقيات أبناء الجوف ومأرب، وشكلنا مجموعة من ست شخصيات لأن يتشاوروا في رئاسة الملتقيات الاثنين مأرب والجوف، والهدف أننا نتعاون للضغط على النظام لإيجاد بعض الأشياء، كما أننا الآن مستعدين أن نقف مع اخواننا في مأرب للضغط على النظام، خاصة في قضية الكهرباء وما يحدث من تقطعات، وكنت أتمنى من رئيس ملتقى مأرب أن يدعو إلى لقاء ملتقيات أبناء الجوف ومأرب، للوقوف صفا واحدا، وأوجه عبر هذه الصحيفة دعوة إلى ملتقى أبناء مأرب وإلى رئيسة بشكل خاص الشيخ علي ناجي الصلاحي، أن نلتقي ونوجه دعوة ونقوم بواجبنا.
* كلمة أخيرة؟
- أرجو من الحكومة بشكل عام أن تنظر إلى الجوف بنظرة خاصة، فمهما قلت لك عن الجوف لا يمكن أن يكون من رأى بعينه كمن سمع، الجوف مظلومة، ولا توجد محافظة ظلمت مثل الجوف، يجب أن ينزلوا إلى الجوف، ويشوفوا احتياجات المحافظة من كل النواحي.