خطاب الشيخ /الحسن أبكر للرئاسة.. الفهم والواجب 
بقلم/ جمال صعنون
نشر منذ: 5 سنوات و أسبوع و يومين
الثلاثاء 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 07:40 م


ليس من الإنصاف أن يكتفى بالتعليق على خطاب الشيخ أبو علي الحسن أبكر الذي وجهه للرئيس ونائبه فقد خرج فيه عن المألوف الذي ترتاح له السلطة وهو المباركة والدعممة إلى المطالبة بضرورة إشراك الكفاءات القيادية النزيهة من الجوف خاصة وإقليم سبأ واليمن عامة في مختلف مؤسسات الدولة مع استكمال اتفاقات المحاصصة لمختلف مناصب الدولة المدنية والعسكرية والأمنية.
طلب مشفوع بالتذكير بحجم التضحيات التي قدمها أبناء الجوف وإقليم سبأ وما يسطره أبناءهم من ثبات ودور بطولي للدفاع عن محافظتهم وإقليمهم واليمن عامة والتصدي للمشروع الإيراني الفارسي الذي يتبناه الحوثي السلالي ويريد فرضه على الشعب معتقدا وممارسة بقوة السلاح .
إن كعكة المناصب لم تعد ترتة تقسم لعيد ميلاد أو مناسبة اجتماعية بل أصبحت مكافأة على كل انقلاب وتعيينا بأعلى هرم السلطة لمن ينفذ الانقلابات ويخرج عن القانون وهو على حساب من يلتزم النظام والقانون ويرسم ملامح الوصول إلى تلك المناصب من ذات الطريق طالما أن الطريق المؤبدة والمعمدة بدم الشهداء وتضحيات الأبطال غير ملتفت لها وليست بالمجدية واقعا وليس اتهاما أو ادعاء .
إن هذه المطالب هي حقوق مواطنين وليس استجداء أقلية ننقلها لكم ليس للتنفيس وإنما لأن خيارات مشروعة قد يلجئ لها المواطن الصالح ليصل إلى حقه ففي حالات يلزم الأمر أخذ العصا من طرفها بدلا من الوسط .!
تقويم الاعوجاج من داخل البيت أفضل؛ لأنه يفوت فرص المتربصين بالشرعية ومنتسبيها ، كما أنه يحفظ سيادة القرار بدلا من فرضه بالوساطات الاقليمية والدولية .
الخطاب ليس تهديدا بالخروج عن النظام والقانون لكنه تنبؤ بذلك استجابة للدوافع البحث عن العدل والإنصاف، وقراءة استباقية لحالة الشرفاء الذي لا يراقبون المشهد من أبراج عالية بل يرقبونه ويحرسونه من مواقع الشرف وثغور الدفاع عن الدين والوطن والعرض والأرض.
لم يقدم الشيخ أبكر هذه الرسالة طمعا في منصب فقد تجاوز مرحلة (رب أوزعني) ، ولم يعد من أبنائه من يتطلع لتنصيبهم قيادات بالدولة فقد سبقوه إلى بارئهم من مواقع الشرف والدفاع والتضحية عن الثوابت الدينية والوطنية والاجتماعية .