قال قائد المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف بشمال اليمن الشيخ الحسن أبكر إن السعودية أجهضت مشروع إيران في بلاده والذي تمثله مليشيات الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ، حسب تعبيره.
وأضاف في حوار مع "الجزيرة نت" أن إيران حرصت على جعل الحوثي عدوا في خاصرة السعودية بتواجده المسلح على الحدود، "ولكن الله غالب على أمره. إيران انتهت وسيلفظها المجتمع الدولي بشكل عام".
وتوقع الشيخ الحسن أبكر أن تكون معركة تحرير محافظة الجوف سهلة في ظل وجود دعم من قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية.
وعوّل الشيخ أبكر على تحسن وضع المقاومة تدريبا وإعدادا وتحول الكثيرين من مناصرة الحوثيين إلى الوقوف ضدهم "بسبب المظالم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الناس". وإلى نص الحوار:
متى تبدأ معركة تحرير الجوف؟
لا يمكن أن نتحرك لتحرير الجوف إلا في خط متواز مع قوات التحالف العربي، وسيكون التقدم في صف واحد بموجب خطة مشتركة.
كقبائل ولجان مقاومة بات وضعنا أفضل من السابق من ناحية الاستعدادات الأولية التي يحتاجها المقاتل حول كيفية التمترس والخندقة والتأهيل العسكري المطلوب.
خطونا خطوات في هذا الجانب، لكن لم نصل إلى مستوى تدريبات الجيش النظامي المؤهل للحروب العسكرية. وبشكل عام استطعنا تجاوز العشوائية التي كانت تمثل لنا إشكالية أثناء قتالنا في الفترة الماضية.
كم عدد مقاتلي المقاومة في الجوف؟
لدينا ثلاثة ألوية في مقاومة الجوف، لكنها من الناحية البشرية ضعيفة ولا تتجاوز 5000 مجند نظرا لقلة الإمكانات، ولو توفرت لكان العدد 10 آلاف.
وفي الفترة الماضية كانت المملكة العربية السعودية تمنحنا دعما سخيا كمساعدة المقاتلين والجيش والمقاومة لشراء الأسلحة والذخائر. لكننا آثرنا بها جبهات القتال في مأرب حيث تم تسليمها للواء عبد الرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة هناك.
نحن الآن نقيم كل المعسكرات بأعداد بسيطة وضئيلة وبجهود ذاتية، والسبب يعود إلى عدم وجود الإمكانات المادية. وعلى سبيل المثال استدنت الأسبوع الماضي أكثر من مليوني ريال من أحد تجار السلاح وسلمتها للمقاومة في مأرب.
"تلقينا شكاوى من الناس بتهديد الحوثيين لهم في محالهم التجارية، وهو ما أجبرهم على إغلاقها، والواقع أنه ليس هناك حاضنة شعبية للحوثيين وهم منبوذون وتواجدهم بالجوف عبر القوة فقط"
وما دلالة الإعلان عن تشكيل لواء النصر؟
لواء النصر جمع أفراده الشيخ أمين العكيمي وعددهم أكثر من 2000 مقاتل، كلهم متطوعون من القبائل ويقولون: نحن جنود حتى تنتهي المعركة. وبينهم مسنون في العقد السادس من العمر.
أيهما أولا: معركة مأرب أم معركة الجوف؟
من وجهة نظري التي قد تؤخذ عليّ شخصيا من قبل إخواني في محافظة الجوف، فإن الأولوية لمأرب.
الجوف هادئة حاليا ومأرب تشهد مواجهات، ولذا يجب تحرير أطراف مأرب وتصفيتها أولا والجوف في مرحلة تالية. واعتقد أنه من السياسة الخاطئة أن نذهب إلى الجوف مباشرة ونترك مأرب خلفنا والعدو في أطرافها، وهذا ليس صحيحا.
لكن ربما يكون مناسبا تحركنا في آن واحد لو قدم لنا التحالف العربي جزءا من قواته بالتزامن مع الزحف على أطراف محافظة مأرب وخولان (تتبع إداريا محافظة صنعاء) حيث تتواجد المليشيات.
لكني أخشى من أن اتساع المعركة يقلل من سرعة الحسم، لأنه كلما ضاقت مساحة المعركة كان الإنجاز والحسم أسرع.
وماذا عن التعزيزات العسكرية التابعة للتحالف والتي وصلت لمارب؟
الآليات والعربات والأسلحة التي وصلت إلى صافر ليست لمأرب فقط، وإنما لليمن عموما, ونحن على ثقة بأن الأشقاء في التحالف سيدعموننا بحسب احتياجاتنا وكذلك الجيش الوطني بمأرب.
هل تتوقعون أن تكون معركة الجوف سهلة؟
هي سهلة إذا تحرك التحالف سريعا. ومع وجود التحالف العربي بقيادة السعودية ليست هناك تحديات. وأرى الأمور طيبة حتى الآن. تصور أن كثيرا من الناس الذين كانوا ضدنا من حزب المؤتمر الشعبي العام ومن أنصار الحوثي يطالبوننا بالتحرك وبدء المعركة وهم معنا.
وإذا كان هناك من تحدٍّ فهو الخوف من عدم دفع مرتبات للجنود لاحقا لكي يبقوا في معسكراتهم خلال الفترة القادمة حتى عودة الدولة لتستطيع تأمين احتياجاتهم. أما أن تنتهي معركة التحرير ويذهب كل في سبيله فسنصبح كسوريا والعراق.
ماذا عن قوة الحوثيين وتواجدهم في الجوف؟
لديهم تواجد عسكري، ويمكن لأي خمسة أفراد يمتلكون القوة السيطرة على منطقة تضم 2000 شخص ليس خوفا من الخمسة, لكنهم استسلموا للأمر الواقع ولأن الأفراد المسيطرين سيصلهم مدد عسكري لتدمير المنطقة أو القرية.
ولكن تواجدهم ضعيف على الجانب الشعبي، وفقدوا حتى من كانوا معهم حيث يدعوننا اليوم لمساندتهم لبدء المعركة ويشرحون لنا ما تعرضوا له من ظلم وانتهاك.
تلقينا شكاوى من الناس بتهديد الحوثيين لهم في محالهم التجارية، وهو ما أجبرهم على إغلاقها، والواقع أنه ليس هناك حاضنة شعبية للحوثيين، وهم منبوذون وتواجدهم بالجوف عبر القوة فقط.
هل من دور مرتقب لطيران الأباتشي في معارك الجوف؟
الطيران بأنواعه سيشارك.
ماذا بعد الجوف؟
صعدة وصنعاء إن شاء الله.
وكيف تنظرون للحوثيين بعد خسائرهم بالجنوب والوسط؟
وضعهم مترهل، وهم يتمنون لو أنهم لم يصلوا صنعاء ولم يتوسعوا بمأرب والجوف، وكل ما يبحثون عنه اليوم هو وسيلة لخروج آمن لهم.
شعبية الحوثيين ضعفت بل تلاشت، حتى صنعاء التي دخلوها بتلك النشوة لم تعد موجودة حتى عند أفرادهم العاديين الذين يتمنون أن تعود الأيام السابقة.
"عملت إيران على جعل الحوثي عدوا في خاصرة السعودية بتواجده المسلح على الحدود. لكن تدخل الأخيرة أحبط هذا الهدف، والله غالب على أمره. إيران انتهت وسيلفظها الجميع"
وماذا عن مستقبلهم السياسي؟
الحوثي دمر النسيج الاجتماعي والبنية التحتية والاقتصادية ودمر كل شيء وأفسد حتى الهواء. وتعد مرحلة سيطرتهم على الدولة أسوأ مرحلة تاريخية مر بها اليمن.
وماذا عن الدور الإيراني في اليمن؟
لقد انتهى المشروع الإيراني في كل مكان، في اليمن وسوريا والعراق، الناس قبلوا بهم في البداية حينما صدروا ثورة فرح الناس بها. لكن هذا تغير ورأينا قيادات شيعية مثل مقتدى الصدر وغيره يعترفون بخطأ سياسات إيران في المنطقة وبانعكاسها سلبا عليهم.
لقد عملت إيران على جعل الحوثي عدوا في خاصرة السعودية بتواجده المسلح على الحدود. لكن تدخل الأخيرة أحبط هذا الهدف، والله غالب على أمره. إيران انتهت وسيلفظها الجميع والمجتمع الدولي بشكل عام.
على حد علمكم، أين يوجد عبد الملك الحوثي؟
وجود الحوثي هو وجود الخائف الذليل. أغلب الحوثيين سيقولون إنه جرى التغرير بهم وفي الأخير نحن كمسلمين نتوجه بتوجيهات ربانية ونبوية وفق قاعدة "اذهبوا فأنتم الطلقاء", طبعا هذا لمن غرر بهم باعتبار أنهم من النسيج الاجتماعي.
لكن من أفسدوا من تلك الجماعة وارتكبوا جرائم لن يكون لهم مكان في البلد حتى لو منحناهم نحن أو الدولة أو المجتمع الدولي الأمان, لأن لديهم ثارات مع الناس ولن يتركوهم.
أما عبد الملك الحوثي فستكون نهايته مأساوية في كهفه، وشعوره الآن شعور الخائف الذليل، وسينتحر في الأخير.
وماذا عن مستقبل تحالفه مع صالح؟
صالح أودى بالحوثي إلى الهلاك، لأنه فتح له الباب ودعمه وناصره. ولولا صالح وإمكانياته لما كان بإمكان الحوثي استهداف قوات التحالف العربي في صافر الجمعة الماضي بصاروخ لا يملكه إلا صالح.
صالح رأى نفسه خارج البلاد، ويريد الانتقام وتدمير البلد، واستغل هذه الجماعة. أتوقع نهاية التحالف بين الجانبين، ونهاية صالح ستكون مأساوية.